الثلاثاء، 4 فبراير 2014

دبا الله عبد الجليل يكتب : مصيرنا .... مستقبل شبابنا

نشر موقع "اكريدم" ذائع الصيت والناطق بالفرنسية مقالا للإطار البارز دبا الله ولد عبد الجليل ، المقال الذي تناول فيه الكاتب موقفه من تولي الرئيس محمد ولد عبد العزيز رئاسة الاتحاد الإفريقي وعرج على دعوة عزيز ل200 شاب خلال الأسابيع القادمة معطيا وجهة نظره في القضايا التنموية وخاصة مكانة الشباب ومحوريته في العملية التنموية 
وحرصا من مدونة شباب القدية على نشر كتابات أبنائها والاستفادة  منهم فقد حرصت على ترجمة المقال إلى العربية ونشره فإليكم المقال : 
يمثل تنصيب رئيس الدولة الموريتاني – في 30/ يناير 2014-   رئيسا دوريا للاتحاد الإفريقي شرفا لهذه الدولة و لمواطنيها  وميزة ذات قيمة رمزية كبيرة تثري السيرة الذاتية للسيد الرئيس.
ويعد الرئيس محمد ولد عبد العزيز أول رئيس موريتاني – بعد الرئيس  المختار ولد داداه- تتزامن مأموريته مع رئاسة الاتحاد الإفريقي. فهذه المناسبة التي ستلامس هوى فى نفسه وهو الذي ظل يسعى دائما إلى نصب  نفسه وريثا شرعيا وحيدا لأب الأمة. 
إضافة إلى أنه وقبل ستة أشهر من انتخابات رئاسة الجمهورية، يأتي هذا التنصيب ليمثل فرصة ذهبية من أجل إنعاش الحملة الانتخابية وإعطائه شرعية على المدى الطويل.  
و في خطابه الافتتاحي لمأموريته ، حث الزعيم الافريقي الجديد نظراءه إلى إيلاء عناية خاصة بشباب القارة.
قبل ذلك كان ولد داداه قد أعلن في بداية سبعينيات القرن المنصرم أن : " موريتانيا ستتقدم بشبابها". للأسف، جاءت حرب الصحراء إضافة إلى الاطاحة بنظامه من طرف الجيش سنة 1978، ليضعا حدا لكل ما قطعه–ولد داداه-  من أشواط في هذا الإطار.ولوقت ليس بالقصير ظل شعار إعطاء الأولوية لمشاكل الشباب يأخذ مكانة جوهرية في الخطاب السياسي لمحمد ولد عبد العزيز.
كذلك فإنه ومنذ اندلاع الربيع العربي، بدأ العمل على إنشاء هياكل مهمتها الأساسية تأطير الشباب، ويتركز هذا التوجيه أو التأطير في جوهره في الدعوة إلى "ضرورة تجديد الطبقة السياسية".  ويتجسد هذا التوجه – كما يطلق عليه- في ولادة أحزاب سياسية شبابية، وقد شاركت هذه الأحزاب في الانتخابات الأخيرة، فى المحور الداعم للرئيس، مع أن أعمار بعض هؤلاء المرشحين كانت محل شك، و العدد الأقل من بينهم كان هو الأوفر حظا في الحصول على الترشيحات.
في السياق نفسه، وقبل خطاب "أديس أبابا" الداعي لتشجيع الشباب،  أطلق و بتوجيهات من الرئيس موقعا الكترونيا مهمته تسجيل الشباب الموريتاني الذين سيتم اختيار 200 من بينهم ليكون لهم شرف لقاء الرئيس.فمستقبل الشباب هو المحدد الأساسي لمصير أي بلد، لذلك لا يسعنا إلا أن نحيي أي اهتمام أو أولوية ممنوحة في هذا الصدد.
لكن ومع ذلك فإن هذه المشاكل البنيوية التي يعرفها بلدنا من المستبعد أن يتم حلها بلقاء يجمع الرئيس بعشرات من الشباب أو دمجهم في هياكل موالية. فالسياسة كما قال الكميدي  "كومسومول" : "هي أفضل وسيلة لمنع الناس من الانشغال بما يهمهم" ، وقد ظهرت دلائل هذه المقولة في تجربة الاتحاد السوفيتي.
فالحقيقة أن للشباب مشاغل واحتياجات أخرى وتتطلب إيجاد حلول ملائمة، فبعد توفير نظام تعليم وتدريب جيد ومتكامل يمكن الحديث بعد ذلك  عن مجموعة من السياسات والاستراتيجيات تتمثل في:
-         المساواة في فرص الولوج إلى سلك الوظيفة العمومية.
-         إيجاد نظام ترقية موحد وعادل ، على أساس الكفاءة والنزاهة.
-         خلق فرص عمل.
-         دعم المبادرات الخاصة من خلال:
o       تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
o       تصميم نظام لتوزيع ومراقبة الصفقات العامة.
o       الاستفادة من مزايا التكنوجيا الحديثة.

فمن خلال معالجة هذه المشاكل البنيويىة التي تعيق امكانات الشباب و تقتل مواهبه، سيتمكن من لعب الدور الأمثل المنوط به.
وفي الأخير فإن اقحام الشباب في السياسة ليس هو الخطوة المثالية نحو بناء عالم أفضل، كماكان جورجكلي منصو يقول إن: "الحرب مسألة أخطر من أن يعهد بها إلى العسكريين"، ويمكننا نحن القول أيضا  إن التنمية عملية جد معقدة وبمستوى من الحيوية بمكان بحيث لا يمكن للسياسيين وحدهم  القيام بها وتطويرها.  



 دبلاهي

هناك تعليق واحد:

  1. إخوتى الأعزاء القائمين على المدونة. لقد أتيح لى شرف التعرف, و لو بتأخر كبير, على ما تقومون به من جهود للتعريف بمنطقتنا و إدماجها فى القرية الكونية ولو افتراضيأ. المبادرة قيمة, و المهمة صعبة و لكنها نبيلة, و تستحق التضحية و الصبر و المثابرة. وفقكم الله ورعاكم وسدد خطاكم لكل ما ينفع البلاد و العباد. أعدكم بمؤازرتكم على جميع الأصعدة. و لا يفوتنى أن أهنئكم على الترجمة الموفقة لمقالى المتواضع, كما أشكركم على التفضل بنشره. و لا يفو تنى أيضا أن أسمح لكم بوصفى بما يروق لكم إلا السياسي و الوجيه, فهما صفتان لا تنطبقان على. أعدكم بالمحبة و الدعم و الوفاء , مع الإخلاص و الصدق و الصفاء, طبتم ووفقتم فى مسعاكم.

    ردحذف


جميع الحقوق محفوظة لمدونة عالم الإحتراف ©2013-2014 | إتصل بنا | سياسة الخصوصية