الاثنين، 4 يوليو 2011

توروكيلين العمق الموريتاني المنسي








لو قدرلك أن تسلك دربا يؤدي إلى أعماق موريتانيا الأصالة والحضارة لوجدت عليه لا محالة قرية توروكيلين



فهذه القرية الهادئة والتي تحتضنها بحنو رمال الجزء الشمالي الغربي من ولاية تكانت كانت ولا تزال مفخرة من مفاخر شنقيط بما أنجبت من علماء وفقهاء ساهموا في التعريف بهذه البلاد ونشر دينها وصناعة تاريخها



تقع قرية توروكيلين على بعد 27 كلم من مدينة المجرية حيث تلفها رمال الصحراء هناك مفضلة أن تبقى حيية بعيدة عن الأنظار رغم كل تجليات عصر السرعة



توروكيلين وهي الكلمة البربرية التى تعني : تجمعات المياه على ضفاف الرمال البيضاء تعتبر اليوم همزة الوصل المؤدية إلى سلامة نطق كل من تكانت ولبراكنة في مشهد جغرافي لا يخلو من إيحاء برمزية ومكانة القرية وأثرها على ( القريتين ) من حولها بل وعلى عموم الوطن



تتراوح ساكنة القرية مابين 700 إلى ألف نسمة كلها إ باء وشمم وقدرة على مقاومة الرمال الزاحفة



يعتمد سكان القرية في تدبيرهم للمعاش على الزراعة حيث تمدهم ضفاف توروكيلين الجنوبية والشمالية بما يشاؤون من الدخن والفاصوليا والبطيخ ....



ولكن مشكلة المياه تظل الأكثر إلحاحا خصوصا في ظل الغياب شبه التام للدولة فحتى وقتنا الحاضر لاتوجد شبكة مياه محصنة وفق المعايير وما وجد بعيد عن متابعة وزارة الصحة فالقرية لديها بئران ارتوازيان ومياههما مياها متغيرة



وللتنمية الحيوانية حضور مفعم بالود بين سكا ن القرية وقطعان ماشيتهم التى خبرت تضاريس المنطقة وألفت ساكنتها عموما



ولمجتمع توروكيلين خصوصيته التى تميزه عن غيره من المجتمعات وتتجلى تلك الخصوصية في المحافظة التامة التى تجد في نصوص الشريعة الإسلامية الغراء ما يكفي لتعزيزها كمنطلق هام لقيم المحافظة الإسلامية في المجتمعات



فكل الأعراف والتقاليد ذات مرجعية إسلامية وتجد الأمثلة على ذلك حتى من وحي لغة الخطاب الجارية بين الناس



ولتلك المحافظة من الإيجابية ما لا يخفى إذ بفضلها تنصهر الشعوب مكونة جسدا واحدا ومكملة حاجة بعضها للآخر



حيث يلاحظ الدارسون انخفاض معدلات الطلاق في القرية بفضل التماسك الاجتماعي والترابط الأسري



وفي مجتمع كهذا يحق للتعليم عموما أن يحوز قصب السبق والتعليم الأصلي منه على وجه الخصوص وهكذا أنجبت المحظرة في توروكيلين علماء وقادة أفذاذا نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر : الفقيه محمد أمانة الله ولد سيد محمد ولد جار الله ، والنحوي سيد محمد ولد عبد الجليل ، والفقيه محمد عبد الرحمن ولد جار الله ، والفقيه النحوي أحمد ولد محمد أحمد ولد الشيخ محمدو ولد بادي محمد عبد والفقيه النحوي محفوظ ولد يعقوب ولد جار الله ، رحمهم الله جميعا



بيد أن المحظرة في توروكيلين مسها من الضر ما مس أخواتها فى عموم أرض الوطن



وتقف توروكيلين اليوم شاهدة على ضعف اهتمام الدولة المبرر بعجزها الاقتصادي عن بناء وتطوير القرى الداخلية إذ تعتبر من القرى المنسية من اهتمامات الحكومات المتعاقبة و رغم كثرة الوعود إلا أن النتائج دائما تظل دون مستويات آمال السكان



ومن أقوى الشواهد على ذلك أنه لا يوجد بالقرية شبكة مياه صالحة كما لم تقم الدولة بتعبيد الطريق الرابط بين القرية وبين طريق تكانت الرئيسي رغم أن المسافة لا تتجاوز 2.5 كلم وهذه المسافة القصيرة لا يقطعها السكان إلا بشق الأنفس خاصة في موسم الأمطار



كذلك لا يوجد بالقرية مركز صحي يوفر الإسعافات الأولية الصحية للمرضى ، وهذا ما يلزم السكان بالذهاب إلى المجرية بحثا عن نقطة صحية هناك



ولعل أكثر المطالب إلحاحا بعد المياه والطرق يتمثل في كهربة القرية فهي تعتمد في الإنارة ، ورفع المياه على الطاقة الشمسية وتتوقف الطاقة في موسم الأمطار








هناك تعليق واحد:


جميع الحقوق محفوظة لمدونة عالم الإحتراف ©2013-2014 | إتصل بنا | سياسة الخصوصية