الخميس، 8 مايو 2014

قوموا من مكان السقوط ...


تعيش مدينة القدية انهيارا ثقافيا وتعليميا لم يسبق له مثيل .بعدما كانت مثالا في الولاية يحتذى به ... سأحاول في هذا المقال أن أحلل المشكلة وأطرح الحلول التي أرى أنها ملحة وأتمنى من كل ذي ضمير حي مشفق على إخوته وأخواته أن يدلي بدلوه في أمر بات يؤرق الجميع ويهدد مستقبل أجيال  بلدتنا الحبيبة . وقبل الغوص في صلب الموضوع أطرح الاستشكالات التالية : متى بدأ عزوف مجتمع القدية عن التعلم والثقافة ؟ وهل هذه الظاهرة حقيقية أم كلاما مرسلا لا يمت للواقع بشيء؟ ومن المسؤول عنها؟. وما الحلول المناسبة وما هي الأطراف المنوط بها تغيير الواقع وإعادة المياه إلى مجاريها. ؟
إن هذا الموضوع لم يعد يتحمل التسويف والمماطلة لأن ضياع الأبناء يعني أن المستقبل يضيع من بين أيدينا وعليه يجب التحرك بسرعة حتى نقلل من الخسائر المتوقعة بعدما استأسدت المشكلة وبان حجم فظاعتها ,إنني أحدثكم عن واقع عشته وعانيت  ومازلت أعاني منه ومن أدلة ذلك تدني العبارات التي أكتب لكم بها ,إن الواقع مؤلم بحق فلقد عايشت شبابا لا يتقنون كيفية الوضوء والتيمم و شاهدت صلاتهم فقل على الصلاة السلام أما النساء فحدث ولا حرج لا طهارة ولا هم يحزنون إلا من رحم ربك ’قد يقول قائل إنك تهول القضية, فلا ورب الكعبة إنه الواقع بكل تجلياته .. تكلم مع بناتك وسلهن فستبدي لك الإجابات ماكنت جاهلا.كل هذا وغيره يتطلب وقفة مع الذات لنعرف أين تتجه بوصلة شبابنا في ظل عزوف قل مثيله في أي مكان من وطننا العزيز وعندما أقول العزوف لا أتكلم عن الكم بقدر ما أتكلم عن الكيف ,فهذه مدن كان يضرب بها المثل في التخلف وعدم الوعي باتت في صدارة المشهد العلمي والثقافي و أخرى كانت على النقيض دارت بها الدائرة وأصبحت تسير في نفق مظلم فكنا من تلك المدن التي سقطت واليوم أصبح لزاما النهوض من ذاك السقوط. إن الظاهرة حقيقية لا أحد يناكف في ذلك والدليل كم من مسابقة في السنة, وكم من والج إلى مصافاة الأطر وكم من ناجح في الشهادات العليا أو مادون ذلك ... فالجواب قليل ما هم.. وأصبح الناجحون على أصابع اليد تحسبهم ... من دون عناء إن قلت في السنة واحد. والمشكلة أن البعض يغض الطرف ويتحاشى نقاش المعضلة ويتهرب من المسؤولية عن ما آلت إليه الأوضاع ولكنها ستبقى على عاتقكم أيها المثقفون أيتها المثقفات و يا آباءنا ويا أمهاتنا. أما آن للجميع أن يحذوا حذو السابقين في الخيرات فلا يمكن لأي جمعية مهما كانت قوتها ومستوى تضحية شبابها أن تغير واقعا مزريا كئيبا إلا بتضافر الجهود والتعاضد والتكاتف فلنر حب بكل فاعل خير بغض النظر عن خلفيته الفكرية والإيديولوجية لأن المستفيد أبناءكم وبناتكم.
أما لحلول فهي بسيطة إن توفرت الشروط الأنفة الذكر, ومما أقترح الاهتمام بالدورات العلمية التي تنظم من قبل الجمعيات وإرغام الصغار على المشاركة فيها لتربيتهم على نهج الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لينهلوا من علوم بأمس الحاجة لها فلا نعلم متى يغادر كبارنا ومشايخنا ونبقى من دون أعين نبصر بها و آذان نسمع بها فهنا تظهر إشكالية أخرى لا يسمح الوقت ببسط الحديت فيها{المصادر البشرية}.... أما إعطاء الصغار أجهزة الاتصالات في سن مبكر فتلك ورب الكعبة لكارثة لا تجدها إلا في مجتمع كمجتمع القدية , فيجب الحد من هذا السخاء والعطاء الذي هو في غير محله. واستبدالها بجوائز للمتفوقين من الأبناء تكون على شكل لعبة يحبونها ويراعى فيها الجانب التربوي حتى تنتشر روح التنافس الإيجابي داخل بيت الأسرة الواحد,ومراقبة دروس الصغار والمراجعة لهم في المنزل لأن الدراسات أثبتت أن ما يقدم في القسم يمثل نسبة ثلاثة وثلاثين قي المائة فقط. فالمراجعة المنزلية هي الأساس والنواة لأي علم راسخ متجذر في الذاكرة.
أهلي وأحبابي كانت هذه نصيحتي بعدما ألح علي بعض الشباب أن أكتبها من أجل تغيير واقع مزري حسب رأيهم والسبب كما يقولون أنني أصبحت لدي تجارب وعايشت مجتمعات أخرى تسمح لي بأن يسمع مني أكثر من غيري... فشكرا لهم على الإطراء وجعلني الله فوق ما يظنون وما أنا إلا طالب علم لا يملك ثقافة ولا رصيد ومع ذلك قررت رمي سهم في بحر من المياه الآسنة عسى أن يحرك ما كان راكدا أو يلتقطه من هو أعلم مني بالسباحة ومهارتها . لكم تحياتي
سيدي محمد ولدعالي (الهادي)
ليسانس :ألكتروميكانيك

جامعة :محمد بوضياف –الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق


جميع الحقوق محفوظة لمدونة عالم الإحتراف ©2013-2014 | إتصل بنا | سياسة الخصوصية